ومع أن فكرة سائقة سيارة أجرة في قطاع غزة تبدو غريبة بالنسبة إلى كُثُر في هذا القطاع المحاصر ذي الصبغة المحافظة، إلا أن مشروع تأسيس مكتب لسيارات الأجرة كان يراود نائلة منذ زمن، مع أنها في الأساس مدرّبة تنمية بشرية، وتحمل شهادة بكالوريوس خدمة اجتماعية.

وتقول "أنا أفكر بالموضوع منذ مدة طويلة". وتشدّد هذه الأرملة التي توفي زوجها ووالدها على أن "الحاجة أم الاختراع". وتضيف "كان زوجي - عليه الرحمة - يتكفل بكل أموري. بعد رحيله لم أستطع الحصول على عمل، وزاد الطين بلة وضع فيروس كورونا المستجد الذي أغلق الأبواب أمام الناس، وبات علي أن أعيل نفسي واولادي".

وتدير نائلة التي اشترت سيارة بما تركه لها والدها من مال قبل وفاته، مكتبها عبر الانترنت من بيتها في حي النصر بشمال غزة، فيما تواصل الاهتمام بأولادها الخمسة، وهم أربعة صبيان وبنت.

ويسمح للنساء بقيادة السيارات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية، لكن مهنة قيادة السيارة حكر على الرجال حتى الآن.

وتؤكد نائلة أن أحداً لم يعترض العمل الذي انطلقت فيه قبل شهر، بل لاحظت أن "ثمة إقبالاً من النساء" اللواتي يشجعنها من خلال التفاعل الإيجابي والتعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وتقول في هذا الصدد "95% من تعليقات النساء تعبّر عن دعمهنّ لي في هذا العمل".

وشجعت نائلة النساء "القادرات على مثل هذا العمل" على الانضمام اليها. ورغم أن مدخولها لا يزال شحيحا، لكنها" متفائلة" كون عملها بدأ منذ شهر فحسب. وقد انضمت اليها بالفعل سائقة أخرى.