اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

شذرات إدارية: الإدارة بين النجاح والفشل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/17 الساعة 00:39
مدار الساعة,الملك عبد الله,ثقافة,

بقلم: جهاد أحمد مساعده

تناول جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله- في الورقة النقاشية السادسة "أن أساس الإدارة الحصيفة هي الإدارة التي تعتمد العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص أساسًا في نهجها. فلا يمكننا تحقيق التنمية المستدامة وتمكين شبابنا المبدع وتحقيق خططنا التنموية إن لم نضمن تطوير إدارة الدولة"

ومن هنا أشير إلى أن النجاح لا يصنعه إلا الناجحون، وفي المقابل الفاشلون لن يحققوا إلا الفشل في مؤسساتهم، حتى ولو حاولوا خداع الآخرين أنهم ناجحون، فالمؤشرات الدالة على تدني مستوى الرضا، ووجود ملفات مختلفة من الفساد ما هي إلا عوامل تفضح زيف المنادين بقيم الشفافية والنزاهة.

فالتغني بالنجاح وتحقيق الإنجازات في الوقت الذي يستمر به الفاشلون في تولي مسؤولياتهم كمثل الرهان على خيل بلا رجلين للفوز في سباق الخيول.

مؤسساتنا اليوم بحاجة إلى رقابة إدارية تركز على عمليات الإنجاز، ورضا المستفيدين والعاملين، وتحقيق الأهداف، وعلى الحكومة نشر أفضل القطاعات المتفوقة في أدائها، وأسوأ القطاعات المتخبطة في العمل على وسائل الإعلام
المختلفة حتى يميز المواطن الغث من السمين.

إذا أرادت الدولة النجاح عليها أن تقوم بتغيير الفاشلين والسيئين في إداراتهم، واللاعبين بمقدرات الوطن، فالوطن أكبر من الجميع، والكل يريد النجاح والارتقاء به وتطويره لكن إذا ترك الأمر لغير أهله، فالوطن سيتراجع، والمواطن سيدفع الثمن.

فلا يمكن إصلاح الفشل في أي مؤسسة أو كيان إداري إلا من خلال معرفة مكامن الخلل، والتعرف على كيفية علاج الإدارة الفاشلة.

فالفشل هو الإخفاق في تحقيق الأهداف، أما الإدارة الفاشلة فهي عدم النجاح في تطبيق وظائف الإدارة من تخطيط وتوجيه وتنظيم وتنسيق، إضافة إلى عدم تشجيع العاملين في المؤسسة ودعمهم، كما أن غياب الرقابة على الموارد المادية والبشرية تلعب دورًا كبيرًا في الإسراع بالفشل وتجذيره ليكون ثقافة مؤسسية تنتقل من موظف لآخر، ومن جيل لآخر.

فالفشل الإداري هو مرض يصيب جسد الكيان الإداري ووظائفه، ومن الممكن أن يكون المرض شاملًا لجميع مكونات الكيان، وهنا يحتاج الإداري الناجح إلى فحص واكتشاف المكون أو العنصر المصاب بهذا الداء من خلال تمحيص الوظائف الخمسة للإدارة وفحصها.

فالإدارة ليست أسلوبًا ارتجاليًا يخضع للتجارب والنظريات والمغامرات؛ بل هي علمٌ له أصوله، وإبداعاته، ونجاحاته. فالنجاح لا ينشأ من المهارات والعلوم والإمكانات المتاحة للإداريين فحسب، وإنما ينشأ من البرمجة المدروسة والتنظيم والرقابة والمتابعة المستمرة.

إن انعدام التخطيط يعني غموض المستقبل لذلك تعاني كثير من المؤسسات من اضطرابات واختلالات في القرارات؛ مما يؤدي إلى ظهور القلق بين العاملين، وظهور حالات من ردود الأفعال النفسية وانعدام الثقة، والإهمال والتسويف، فكيف يمكن أن يتوقع المسؤول أن يعرف الآخرون أهدافه في حين أنه هو نفسه يجهلها، لذا فإنّ أول خطوة باتجاه النجاح هو تحديد الهدف ورسمه بشكل واضح وقابل للقياس، فالذي لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته ولا حتى معرفة ماهيته.

ولنتذكر دائمًا ما قاله الشهيد وصفي التل: "عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ لأن النتيجة ذاتها "، فنحن ننتقد الخطأ ونشير إليه بِالبَنَان من أجل الوطن، كما نعظم الصواب من أجله أيضًا، فإدارة المؤسسات ليس ترفًا وليس منصبًا يزهو به المسؤول على حساب مقدرات الوطن، فالإداري الناجح هو القادر على تحويل التحديات إلى فرص، والانتقال من إنجاز لآخر، وكما قال جلالة الملك -حفظه الله-: " ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز".

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/17 الساعة 00:39