اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

صحيفتك فاملأها بما شئت !

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/07 الساعة 14:58
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

مدار الساعة - إنه ابنك أو ابنتك، أي فلذة كبدك. ولا شيء يعدل حبهما أو يفوقه إلا محبة الله ورسوله، طبعا لمن رُزق بصيرة يقرأ بها سطور الدنيا على حقيقتها. غير أن من الحب ما قتل؛ وشكوى الآباء اليوم من عقوق أبنائهم والعنف الذي صار يطبع سلوكهم تزداد وتيرتها وتجلياتها المؤلمة. هل هي الظروف حقا؟ أم الزمان الذي ندعي فساده، ولو نطق لهجانا على حد تعبير الإمام الشافعي رحمه الله!

إن سلوكيات الأبناء ما هي إلا مخرجات لأسلوب التنشئة الذي اعتمده الأبوان. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المغبة حين يستقبل الوالدان فطرة نقية، فيُهودانها، أو يُنصرانها، أو يُمجسانها. وإن شئت مزيدا من الوضوح، فإننا استبدلنا بالصرامة و الحزم الشديدين، حرصا زائدا، وتدخلا في أدق تفاصيل الأبناء، بل صرنا نضع الخطط لمستقبلهم واهتماماتهم وميولهم، كأنهم لا يملكون حق الاختيار وتحديد المسار. فعلام الشكوى حين يكون أسلوب التنشئة هو سبب البلوى؟

حرصك الزائد على أبنائك، وضغوطك المستمرة لأن ينفذوا خططا وضعتها دون استشارتهم، أمران يهددان صحتهم النفسية. فأسلوب التنشئة الذي تعتمده الأسرة يكون له أثر على النمو الإدراكي للطفل وقدرته على النجاح والابتكار، فإما أن يُحفز ملكاته وإما أن يعيق إمكاناته، ويحول يقظته العقلية إلى خمول وانسحاب أو تمرد.

ما السبيل إذن إلى إمساك العصا من الوسط، وإشاعة جو معتدل يتحرر فيه الطفل من مخاوفه ومخاوفك، ويتعود على الإمساك بزمام أمره؟ إن السبيل إلى ذلك يكمن في تجديد عهده بصحيفته، وتدريبه على تحمل مسؤولية أفعاله. فيؤدي الآباء واجب التربية و التهذيب، وتلقين المكارم والمبادئ. ويتحمل الأبناء تبعات التجربة العملية لكل ما تشربوه في حضن الأسرة. فإن كان خيرا فخير، وإن كان غير ذلك فهو من عند أنفسهم.

ذات يوم أردف النبي صلى الله عليه وسلم على دابته غلاما في العاشرة، وألقى على مسامعه وصية جليلة. كان الغلام هو ابن عباس رضي الله عنهما، والوصية قواعد كلية في أمور الدين، تتضمن رعاية حقوق الله تعالى ومراقبته، وحسن التوكل عليه وتفويض الأمر له. ولو قاربنا الحدث من زاوية تربوية، لقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع الغلام أمام مسؤولياته الدينية، والدنيوية بطبيعة الحال، ويحدد له الكلمات التي يسره أن يلقى أثرها في صحيفته. كان الأمر تأكيدا على أن المسؤولية الحقيقة تنبع من الداخل ولا يمكن فرضها من الخارج.

كيف ذلك؟

لو استعرضنا جانبا من تعاليم التربية الحديثة التي أخضعت العلاقة مع الأبناء لنظريات علم النفس و الاجتماع، ولقائمة طويلة من الروائز والاختبارات السريرية، لفوجئنا بتطابق مثير للانتباه. ففي مؤلفه (التربية المثالية للأبناء) يخلص عالم النفس السريري الدكتور هايم جينو إلى أن الأعمال الروتينية التي يفرضها الآباء على أبنائهم في البيت، والتدخل المستمر لقولبة شخصيتهم، قد يساعد في إدارة البيت لكنه لا يحقق الشعور المطلوب بالمسؤولية. فهذه الأخيرة تنبع من الداخل، أي من الدين والقيم العليا كاحترام الحياة، والاهتمام بالخير العام الإنساني. إن الطفل الذي يُحدد له ما يجب القيام به، ويُحرم من التفضيل بين عدة خيارات وتنمية معاييره الخاصة، قد يصير في النهاية مهذبا وينجز الأعمال المطلوبة، لكنه سيعجز عن اتخاذ قرارات مسؤولة.

حين يحرص الوالدان على البناء العبادي لشخصية الطفل، وتعويده منذ سن مبكرة على أداء الصلاة والاستئناس بالمسجد، فإن ذلك يعزز قوته الإيمانية، ويربط أفعاله بآثارها على صحيفته. وحس المسؤولية هذا يشكل من جهة أخرى ضابطا للقلق النفسي، ويقوي فيه الإرادة الجازمة وثبات القلب. فيكون واثقا من نفسه ومن قدراته، مهما تغيرت المواقف و الأحداث. وتستوقفنا في هذا الصدد حكاية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لمّا مر بصبية يلعبون وفيهم عبد الله بن الزبير، فلما رأوه هربوا منه إلا عبد الله، وحين سأله عمر: لم لم تهرب مع أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين؛ لم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك، ولم أرتكب جرما فأخافك! إنها فطنة ورباطة جأش تثير الإعجاب، لكن أليس لنا أن نتساءل عن الجو الأسري الذي نشأ فيه أمثال ابن الزبير؟ وعن القواعد التي هيأته ليكون عنوانا للثبات منذ نعومة أظافره؟

ولا يكتمل مشوار الصحيفة إلا حين يرشد الأبوان صغيرهما إلى النموذج الذي يتعلق به، ويسعى جاهدا للاقتداء بأفعاله وأقواله؛ خاصة وأن مقدمات المراهقة تشهد، بحسب الدارسين لخصائصها، ميل الغلام إلى مثالية زائدة، وبحث عن قيم ومعايير جديدة ينفرد بتمثلها، والاستماتة في الدفاع عنها، ورفض أي نقد يُوجه لها.

رغم أن التربية الحديثة تعج بعشرات التقنيات والاستراتيجيات، إلا أن تخطي المشاكل التي تعترض الأسرة المسلمة يكمن في المبادئ الجامعة، أي في القيم ومحددات الانتماء و التماسك الثاوية في أعماقها. والحديث عن “الصحيفة” التي يؤتاها المرء بيمينه أو شماله في الآخرة، مرتبط بتلك القيم وذاك الانتماء. إذ ليس الأمر مجرد تنبيه إلى وظيفتها في ضبط حسنات المرء وسيئاته، وإنما التأكيد على سمو هدفها في تدريب النشء على رقابة هي أرحم بهم من الأم والأب، وتربية جيل نطمح أن يخفف شيئا من أثقال الحاضر!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/07 الساعة 14:58