اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الجبور يكتب: ما هكذا تورد الأبل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/24 الساعة 15:18
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم د. فايز الجبور

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، بدأت رحى معركة أزلية تدور بين تيارين رئيسين؛ وهما الحق والباطل أو إن شئت الخير والشر، وكل فريق يعتقد أنه أهل الحق والخير وأن الند المقابل له هو الباطل والشر.
بدأت القصة التي ذكرها الله سبحانه في سورة (البقرة: الآيات 30 – 39)، وذلك عندما خاطب الله جل في علاه الملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، فكان استفهام الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)، ولكن الله سبحانه يعلم بعلمه الأزلي ما كان وما سيكون، (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، وجاء الاختبار للملائكة (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ).
وبعد أن ظهرت الحجة الدامغة والحكمة الإلهية من وراء خلق الإنسان، أمر الله سبحانه الملائكة أن تسجد لآدم، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، فرفض ابليس الأمر الإلهي متكبرا مخاطبا الخالق العظيم عندما سأله عن سبب رفضه الخضوع والطاعة كما ورد في سورة (ص)، ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍۢ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍۢ)، والاستفهام مجازي وليس حقيقيا ويفيد التقرير لأن الله سبحانه يعلم كل شيء، ولا ينتظر جوابا لنقص – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وإنما ليجعل الإقرار بالذنب بلسانه حتى لا يكون له حجة يوم القيامة.
ومن هنا اشتعلت الحرب بين المعسكرين؛ الحق والباطل، لكنها حرب بخلاف الحروب جميعها، فهي أزلية لا تنتهي وتشتد ضراوتها في كل حين وآن، ولا تتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولكل طرف فيها مناصر واتباع.
ويذهب كل واحد منهم شأوا بعيدا في تبرير سلوكه هذا المذهب أو ذاك، فهذا له مسوغات وأسباب، وذاك له أيضا أسباب تختلف عن الآخر، وكلٌّ يرمي الآخر مدعيا الحق لنفسه وما سواه الباطل لأنه يتصور أو يُصوِّر لاتباعه أنه على طريق الحق دون سواه.
ومهما أدعى كل مدع، فلا مندوحة من القول بأن الفريق الأول الذي يمثله آدم وأتباعه هو الحق والخير، والثاني ابليس وأن كان جنده من بني آدم أيضا، لكن كل واحد من بني آدم حر مختار وهو فقط ما يجعله في صف أي من الفريقين، فإذا نجح عدو الله في استقطاب جماهيره فذلك لا يعني بأن طريق الحق والخير غير واضح لذي عيان، ولكنها سنة الله في خلقه التي لا بد أن تميز الخبيث من الطيب (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ)، بل اتخذوا من عدو الله معبودا من دون الله تعالى على الحقيقة لا على المجاز والمقصود بذلك من يسمون أنفسهم "عبدة الشيطان"، لأن ابليس اللعين في نظرهم مثار إعجاب لرفضه الخضوع والطاعة لرب العزة والجلال؛ الأمر الذي استوجب طرده من رحمة الله واللعنة في الدنيا والآخرة.
ولكن الأمر المثير للسخرية هو أن جند ابليس أخذوا يعيبون على أهل الحق والخير استقامتهم على طريق الهداية والنور باعتبار ذلك انحرافا وضلالا عن الطريق القويم، فكان خطابهم في ظل هذا الصراع الأزلي على مر التاريخ متوجها بأصابع الاتهام للصالحين وأهل الخير والحق بالفساد والإفساد والغواية والضلال، فقالوا لنبي الله نوح عليه السلام (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ* قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)، وقالوا للنبي هود عليه السلام (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ* قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ).
بل لم يردعهم رادع من عقل أو فطرة سليمة عندما أقام عليهم سدينا إبراهيم الحجة (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ* قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ* فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ* ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ* قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ* قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ).
وبدلا من أن يؤوبوا إلى رشدهم فيذرون عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، أصروا واستكبروا استكبارا؛ فألقوه في النار، ولكنها كانت سلاما على إبراهيم.
فتصور - يا رعاك الله- كيف يعتقد شذاذ أهل الأرض الذين استكبروا في الأرض بغير علم أتاهم، أن صفوة الخلق من البشر أهل باطل وضلال تجب محاربتهم، بل إن المضحك المبكي في آن معا هو زيغهم عن الفطرة السليمة جعلت هؤلاء يرون الصلاح أمرا مستغربا ومستهجنا، وإلا فما معنى خطابهم لسيدنا لوط عليه السلام (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ* فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
سبحان الله، انظر كيف أصبحت الطهارة والنظافة في عرف هؤلاء شذوذا وجريمة تستوجب الطرد من قرية السوء هذه، بل انظر إلى حقيقة الانفصام في شخصية أهل الباطل والشر الذين جنح بهم خروجهم عن الفطرة السليمة أن يروا كل من يخالفهم فاسدا يستدعي معه المواجهة حتى لو أدت إلى إقصاء الطرف الآخر أو إنهاؤه، وهذا هو بالضبط ما دفع فرعون إلى تهديد موسى أحد الرسل أولي العزم بالقتل عندما جاءه بالبينات، فاستكبر وأضل قومه وما هدى، لا لجريرة إلا أن موسى عليه السلام أراد تصويب طريق الانحراف الذي رسمه فرعون لاتباعه باتخاذهم إياه معبودا من دون الله، فاستخف قومه فأطاعوه، (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَاد).
عجبا، وهل مثل موسى عليه السلام من يتهم بالفساد، أي معادلة هذه التي تقلب الحق باطلا والباطل حقا، أم أي معادلة هذه التي تجعل الخطاب العقلي بالحجة الدامغة التي لا يزيغ عنها إلا هالك، يقابل بالسخرية والاستهزاء، بالرغم من أن خطاب كليم الله لهذا المتجبر الجواظ كان بلين القول لعله يتذكر أو يخشى (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآياتي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي* اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).
إن الفطرة السليمة لا يخفى عليها طريق الاستقامة الواضح البين، ومهما اشتد الخلاف بين الحق والباطل العقل السليم لا يخفى عليه التمييز بين الخطأ والصواب، فمهما تصور أهل الباطل أنهم على حق، فلا بد في النهاية من ان تستبين سبيل الهدى، مهما كان على القلوب أقفالها، فهل يعرف هؤلاء المتكبرون الذين يسعون في الأرض فسادا طريق الحق ولا يتخذوه سبيلا (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ).
إن المعركة التي تدور رحاها الآن في هذا العصر الذي بلغ من التقدم التكنولوجي شأنا عظيما تأتي في السياق التاريخي للمعركة الأصلية القديمة التي بدأت بين آدم عليه السلام وعدو الله ابليس مع اختلاف في أدواتها ووسائلها، لكنها ذات أهداف واحدة وإن كانت في سياقات تاريخية مختلفة، فالعدو واحد وإن تطور الاتباع متسلحين بأدوات ووسائل تكنولوجية متطورة.
فالمعركة على القيم وشرع الله لم تختلف، لكنها اختلفت مسمياتها وتحت عناوين متعددة (حرية العبادة، الحرية الشخصية، حقوق الإنسان، وحقوق الحيوان، المساواة، العدالة، المجتمع المدني، حقوق الأقليات، الجندر، عمل المرأة...الخ) من هذه المسميات البراقة التي ما أنزل الله بها من سلطان لذر الرماد في العيون.
ورب قائل، هل أنتم ضد حقوق الإنسان في الحرية والدين والعبادة والعمل والمساواة وغير ذلك، وهل تقفون ضد التطور والتقدم أم تريدون إرجاعنا إلى العصور المتأخرة؟!
وبالطبع، لسنا ضد التطور والتقدم والحرية والعدالة، ولكن هل ما تدعون هو الأمر على حقيقته، أم أن هذه المسميات تخفي وراءها خافية تخشون افتضاح حقيقتها فلجأتم إلى التورية لخداع البسطاء من العامة الذين تنطلي عليهم مثل هذه الادعاءات الباطلة.
فأجيبوا عن هذه الأسئلة إن كنتم صادقين، متى كان الشذوذ الجنسي حقا من حقوق الإنسان، ومتى كانت عبادة الشيطان حرية شخصية، ومتى كانت الخروج على كل فطرة سليمة حقا برأيكم، ومتى كان تقليد المجتمعات المنسلخة من كل قيم وأخلاق ضروريا –برأيكم- لكي ننقله على عواهنه دونما اعتبار لخصوصية المجتمعات العربية والإسلامية التي عنوان شخصياتها الأصالة والقيم والفطرة السليمة.
إن هذه الحجج التي تسوقونها أوهن من بيت العنكبوت، ولا تكاد تصمد أمام حقيقة علمية، فكم استطاع العلم الحديث اثبات بما لا يدع مجالا للشك حقائق نادى بها الشرع الحنيف منذ أربعة عشر قرنا ونيف، وماذا جر علينا الشذوذ بجميع أنواعه سواء في المأكل والمشرب والجنس إلا الوباء وسيء الأسقام، كالايدز والسرطان وما كورونا منكم ببعيد.
ومما لا شك فيه أن العناوين البراقة التي تتمسح زورا وبهتانا بالمسميات الإنسانية النبيلة المتعددة تحت ذريعة واحدة، إنما هدفها هو إفساد البشرية بحجة الإصلاح والتطور والتقدم، ولا يحتاج الأمر إلى كبير عناء لكشف زيفها وبطلانها، فما يخبئه الصب تفضحه عيونه، فالهفوات والزلات التي تطلقها ألسنتهم في كل مناسبة، تخفي وراءها شرا مستطيرا لا يعني بأي حال من الأحوال إلا الترصد لهذا المجتمع المسلم المحافظ من اجل إخراجه وتجريده من هويته المستقلة التي لا تقبل التقليد أو المساومة على مبادئ ثابتة لا تقبل القسمة على اثنين.
ولا يمكن القبول بأن يظهر مدعو الإصلاح التقية، ويضمرون في صدورهم أمراضهم المستعصية وآفاتهم التي ستفتك دون تمييز بين صالح وطالح أو خير وشرير إذا ما أطلق لها العنان تطغى كطغي الجياد إذا عضت على الشكم.
وما بين مريدٍ اخراج الناس من انتماء لدين أو وطن أو عشيرة، وبين مريد إلغاء كل ما يشير إليك في هويتك أو مريد إلغاء كل معتقداتك، ستجدون أنفسكم أيها القوم متجردين من كل شيء عرايا غُرلا، يريدون إصلاحكم لكنهم لكم مفسدون.
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/24 الساعة 15:18