اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

صديقي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/17 الساعة 07:11
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

في طفولتي كنت أذهب للمدرسة الابتدائية من طريق مختصرة، بين المنازل وفي الزواريب.. وحين ننتهي من تعب الكتب, وضرب المعلمات.. أعود مع صديقي محمود.. من نفس الطريق المختصرة ومن ذات الزواريب..

كان لا بد أن نعبر من عند جار لديه حمار.. وقد قام بربطه أمام الدار, وكنا نتسلى أنا ومحمود مع الحمار, فالسندويشات التي نأخذها للمدرسة إما (زيت وزعتر) وإما (تطلي) أو (لبنة).. ولأن وفرة الحب كانت مثل وفرة الخبز, نادراً كنا ما نكمل السندويشة... وبدلاً من وضعها على السور, نعيدها معنا من أجل الحمار.. كانت التقوى قد ولدت معنا ومعرفة الله في قلوبنا, وكان ذنبا لا يغتفر بالنسبة لنا أن نرمي قطعة خبز على الأرض..

في الساعة (12) ظهرا ولحظة مغادرتنا المدرسة كنا نحس أنا ومحمود أن الحمار ينتظرنا, وهو يأكل كل شيء ولا يرفض شيئاً أبداً.. حين نصل نخرج بقايا السندويشات ونطعمها له, وكان لا يعارض إن امتطاه محمود قليلاً أو امتطيته قليلاً.. أو قدناه في طريق دائري ثم عدنا لربطه, كان مطواعاً جداً وودوداً...

صرت حتى في جوعي الشديد, أترك نصف سندويشتي للحمار, ومحمود أحياناً لم يكن يترك له شيئا, ولكنه كان يشاركني متعة اطعام الحمار... وبقينا على هذه الحال طوال عام كامل... لدرجة أن الحمار صار صديقنا, وعلينا أن نمضي وقتا من اللعب معه حين العودة.. وكنت أظن أن قبوله أن امتطيه هو تعبير عن الشكر والامتنان..

فيما بعد تطور الأمر, وصرت أزيد من حجم سندويشتي لأجل حصة الحمار.. وهو يأكل كل شيء.. ولا يتردد.

في نهايات الصف الرابع الابتدائي, وذات عودة مبكرة من المدرسة... فوجئت أنا ومحمود, بمجموعة من الرجال, قد وضعوا الحمار في (بكم).. ويبدو أن المالك قام ببيعه... وسيتم نقله, عرفت أن صديقي... سيغادر وموعدنا اليومي معه.. سيلغى, كانت نظرته من خلف صندوق (البكم) مؤلمة, ولكن بما أنه كان اخر لقاء بيننا.. رميت له بحصته من السندويشة, وكنت أعتقد... أنه ربما سيعود يوماً.. ربما استأجره أحدهم لنقل متاع وإعادته, ربما استأجروه للحراثة أو لحمل الأمتعة.. ولكني شاهدت صاحبه قد قبض الثمن... وأدركت لحظتها أن بيعه صار أمراً واقعاً وعلي أن أتقبل..

لقد فقدت صديقاً, كان يقبل أن يحملني على ظهره... وكنت أقوده ويسير خلفي.. وكنت أحس كل يوم بأنه كان ينتظرني...

لم أستطع أن أغير حجم (سندويشتي), ظلت كما هي.. وحصة الحمار لم تتغير.. ولكني صرت بدلاً من إطعامها له, أقوم بأكلها أنا... صدقوني أني كنت أتألم حين أبدأ بقضم الجزء الثاني من السندويشة لأني أشعر بأني أكلت حصة الحمار...

منذ ذلك التاريخ وسندويشات (الزيت والزعتر واللبنة والتطلي).. أصنعها بضعف ما أحتاج, وكأنني لم أنس حصة الحمار أبداً.. مع أني موقن جداً أنه مات وغادر العمر... لكنه ومنذ أن كان عمري (10) سنوات لم يغب عن بالي أبدا..

لقد كنت صديقاً وفياً للحمار.. لكني للأسف أكلت حصته..

Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/10/17 الساعة 07:11